نبذة عن اختصاص تكنولوجيا التعليم



هل تحبّ مجال التربية والتعليم؟ إن كنت تفكّر باللوح الأبيض والقلم أنصحك أن تعيد النظر في طموحاتك وتجعلها عصرية أكثر.
أستاذ يعلّم جيل الديجيتال بلوح وقلم وكتاب! قد ينفع ذلك ولكن لن يدوم كثيراً.
لقد تطوّر التعليم في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وأثبتت التجارب أن الطريقة التقليدية والأسلوب التلقيني يفقدان القدرة على مجاراة الجيل الحديث لذلك تسعى حكومات الدول بوضع خططٍ تعليمية وفق نظام تكنولوجي لتحسين وضعية التعلّم. و قد تمّ تخصيص قسم " تكنولوجيا التعليم" في عدد من كليات التربية في جامعات العالم العربي( ومنها كلية التربية في الجامعة اللبنانية-العمادة) في محاولة لمواكبة التطور التعليمي الحاصل.


ولكن ما هو هذا الإختصاص؟

تُعنى تكنولوجيا التعليم بإدخــال التقنية في التربيــة والتعليم، وتُعتبر نقطــة وصل بين التدريس والتدريب في القطاعات التعليمية والإداريــة وبين التكنولوجيا الحديثة وكيفيـة تطبيقها بفاعليـة. وترتكز تكنولوجيا التعليم على خمسة عناصر هي: الإنسان، الآلة، الأفكار، أساليب العمل، والإدارة؛ بهدف زيادة فعالية التعلّم. تتعدّد الأدوار التي يقوم بها متخصص تكنولوجيا التعليم، فهو اختصاصي معلومات، ومُعلّم أو منسق، ومستشار تعليمي. مما يفسح المجال - خاصة في حال تلاؤمه مع اختصاصات أخرى - لإمكانية العمل في العديد من المؤسسات والمراكز في القطاع الخاص والعام المرتبطة بمجال التعليم والإدارة والاستشارة والتخطيط والتنفيذ.

تتنوع الدراسة في قسم تكنولوجيا التعليم بين عدة مواد منها: (مواد دراسة الحاسبات والبرمجة والمعارض التعليمية والحاسب الآلي ومبادئ التدريس وتصميم الوسائل التعليمية والكتاب المدرسي وإنتاج برامج التلفزيون والفيديو التعليمي وتقنيات التعلم عن بعد وغيرها) وبالطبع تختلف المواد الدراسية من جامعة لأخرى ومن دولة لأخرى. ولكن يبقى المضمون والهدف واحد.

وصف المهنة:

يؤدّي اختصاصي تكنولوجيا التعليم المهام الآتية كمصمّم:

- تطوير المواد والمنتجات التعليمية بما يتناسب مع اعتماد التكنولوجيا في عرض المقررات.
- تدريب المعلمين على استخدام تكنولوجيا التعليم أو دمجها في العملية التعليميّة التعلُّميّة.
- تكييف المحتوى التعليمي أو الطرق المستخدمة في عرض هذا المحتوى لمستويات أو أنماط مختلفة من المتعلمين.
- إجراء تقييمات لاحتياجات واستراتيجيات التعليم المقررة بهدف تطوير أو تحديث المناهج الدراسيّة.
- تصميم وسائل الإيضاح التعلميّة التي يمكن استخدامها إمّا بشكل مستقل (مثال الأقراص المدمجة/ mobile application) أو إلى جنب الموجّه في الصف أو عبر الانترنت.
- تصميم المنتجات التعلميّة، بما في ذلك الوسائط المستخدمة على شبكة الإنترنت أو نظم دعم الأداء الالكتروني.
- تطوير تعليمات أو خطط التدريب عبر الإنترنت أو برامج التعلم المدمج.
- تطوير وثائق المقرر الرئيسة أو الكتيبات وفقاً لمعايير الاعتماد المنفذة أو غيرها من المتطلبات.
- مقابلة الخبراء في هذا المجال أو إجراء بحوث لتطوير المحتوى التعليمي.
- تقديم توصيات بشأن تصميم المقررات، والتكنولوجيا، وخيارات المستخدمة في عرض المحتوى.


كما يؤدّي اختصاصي تكنولوجيا التعليم المهام الآتية كمنسّق:

- تخطيط وتنفيذ برامج ومؤتمرات تدريبيّة للمعلمين تتعلق بالإجراءات الصفيّة الجديدة، المواد التعليميّة والمعدات المستخدمة، ووسائل الإيضاح.
- مراقبة عمل أفراد الطاقم التعليمي بهدف تقييم الأداء أو التوصية بتغيرات قد تعزز مهارات التدريس عندهم.
- التداول مع أعضاء اللجان التعليميّة والمجموعات الاستشارية للحصول على المعرفة في المواد التعليميّة، بالإضافة إلى ربط المواد في المناهج بموضوعات محددة، وباحتياجات التلميذ الفردية، وبالمجالات المهنية.
- إعداد توصيات تتعلّق بالمناهج، طرق التدريس، والمواد للأنظمة المدرسيّة.
- إجراء أو المشاركة في ورش العمل، اللجان، والمؤتمرات المصممة لتعزيز النشاط الفكري، الاجتماعي، والجسدي عند التلاميذ.
- تقديم النصح لكل من أعضاء الطاقم التعليمي والإداري بما يتعلق بتطوير المناهج الدراسية، واستخدام المواد والمعدات.
- التوصية بشراء مواد تعليميّة ولوازم ومعدات ومعينات بصرية مصممة لتلبية احتياجات الطلاب التعليميّة.

ظروف العمل:

يمارس متخصص تكنولوجيا التعليم عمله في قاعات التدريب والمكاتب المنظمة والمجهزة بأحدث وسائل الراحة، وقد يضطر للتنقل من مكان إلى آخر بحسب طبيعة عمله. كما قد يضطر للسفر للخضوع لدورات تدريبيّة أو الاشتراك في المعارض والمؤتمرات من اجل مواكبة التغييرات السريعة في عالم التكنولوجيا.

تؤمّن هذه المهنة بشكل عام مردوداً مالياً مرتفعاً، كما أن فرص العمل متوفرة بشكلٍ جيد وإنما تتفاوت المهام التي قد يؤدّيها المتخصص بحسب كل مؤسسة. قد تسبب هذه المهنة إجهاداً جسدياً خاصة في البصر والظهر نتيجة التركيز وطول فترة الجلوس أملم شاشة الكمبيوتر أو الوقوف أثناء تقديم الورش التدريبية.

هذا الاختصاص يحتاج إلى شخص إجتماعي بالدرجة الأولى ينسجم في العمل مع الناس، التأثر والتأثير والتواصل معهم ومساعدتهم وتعليمهم وتقديم الإرشاد لهم، فضلاً عن أهمية الشخصية البحثية التي تسعى لحلّ المشكلات بطريقة منطقية مع الكثير الكثير من الإبداع.

في لبنان، يمكن للراغبين التسجيل ماستر تكنولوجيا التعليم في كلية التربية (العمادة) أو في جامعة البلمند ضمن شروط تحددها الجامعة مع بداية العام الدراسي.
كما يمكن أيضاً للمعلمين دراسة سنة ديبلوم تساعدهم لتطوير مهارتهم التكنولوجية في مركز علوم اللغة والتواصل في الجامعة اللبنانية (الطيونة)، أو الانتساب إلى ماستر تكنولوجيا تعليم اللغات في المركز نفسه.

في النهاية أنصح الجميع وخاصة المعلمين في التعرّف أكثر على هذا الإختصاص وإعادة النظر في طرقهم وأساليبهم التعليمية ومدى ملاءمتها لعصر الثورة الصناعية الرابعة.



تعليقات